عن الزمالة الطلابية


عن برنامج الزمالة الطلابية

تُعد تنمية المهارات والكفاءات لدى الطلاب أحد الركائز الأساسية لضمان نجاحهم في الحياة الأكاديمية والمهنية والشخصية. ويعتمد تحقيق هذا الهدف على توفير برامج تدريبية شاملة تُعنى بتطوير كفاءات متعددة تتناسب مع متطلبات العصر الحديث. فقد شهدت المؤسسات التعليمية في العقد الأخير تزايداً ملحوظاً في تصميم وتطبيق برامج تسعى إلى تعزيز المهارات الضرورية للطلاب ليصبحوا مؤهلين لمواجهة التحديات المهنية والاجتماعية التي تنتظرهم بعد التخرج  (Skalicky et al., 2018). ولا يقتصر هذا الأمر على فئة أو تخصص معين؛ إذ يحتاج الطلاب والطالبات في جميع التخصصات الأكاديمية إلى الإعداد لمواجهة المتطلبات المتغيرة في عصر متغير بوتيرة متسارعة (Seemiller & Murray, 2013). ومع ذلك، تتنوع طرق تقديم وتقييم هذه الفرص التطويرية بحسب مستوى الكفاءات التي يمتلكها المتدربون، وما يحتاجونه من تحسين. بالإضافة إلى ذلك، تختلف أيضاً البرامج في كيفية استهداف المهارات الأساسية وتحقيق التطور المطلوب. وتبرز هنا أهمية البرامج التدريبية المبتكرة مثل برنامج الزمالة الطلابية للتميز المهاري، الذي يمنح الطلاب فرصة لاكتساب مهارات قابلة للتطبيق، ويُعدهم بشكل متكامل للنجاح في مساراتهم الشخصية والأكاديمية والمهنية المستقبلية. في نهاية المطاف، لا تقتصر أهمية هذه البرامج على مجرد اكتساب المهارات، بل تتجاوز ذلك إلى تمكين الطلاب من تحسين أدائهم في مختلف جوانب حياتهم، من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة للتميز في بيئات العمل المتطورة والمرنة (Peck, 2018). التقييم المستمر لهذه المهارات وتصميم برامج مخصصة لتطويرها يُعد عاملاً جوهرياً في تمكين الطلاب من النجاح على كافة الأصعدة، مما يسهم في إعدادهم لتحقيق التميز الأكاديمي والمهني على المدى الطويل.

 

نموذج تطوير المهارات!

يستند البرنامج التدريبي الحالي (الزمالة الطلابية) إلى ثلاثة نماذج لتطوير المهارات ذات الصلة، أحدهما ابتكره Seemiller والآخر من قبل مركز القيادة الإبداعية (CCL) بالإضافة إلى "بوصلة التعلم 2030" الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) 2019. وفقاً لنموذج كفاءات القيادة الطلابية الذي قدمه Seemiller (2013)، هناك أربعة "أبعاد" أساسية لتطوير المهارات، تشمل: المعرفة، والقيمة، والقدرة، والسلوك. وبالمثل، يشير مركز القيادة الإبداعية (CCL) إلى أن كل فرد -بغض النظر عن دوره أو موقعه- يحتاج إلى تطوير المهارات الأساسية التالية: رشاقة التعلم، التي تعني القدرة على استيعاب المعلومات الجديدة وتطبيقها لمواجهة التحديات؛ الوعي الذاتي، وهو معرفة الفرد بذاته وقدراته؛ التواصل، الذي يركز على بناء الفهم المشترك وتوضيح الرؤية للمستقبل؛ والتأثير، والذي يتعلق بإقناع الآخرين لتحقيق هذه الرؤية. تتكون كل كفاءة من مجموعة من المهارات (Center for Creative Leadership, 2022). أما "بوصلة التعلم 2030" (OECD, 2019) فإنها تركز على تطوير الطلاب ليكونوا مستعدين لمواجهة التحديات المستقبلية، وترتكز على ثلاثة مجالات رئيسية لتطوير الكفاءات التحويلية، هي: الابتكار والتفكير النقدي، والتعاون مع الآخرين، وتحمل المسؤولية. نتيجة لذلك، يركز البرنامج التدريبي الحالي على ثلاث كفاءات رئيسية، تشمل: (1) التعلم والاستنتاج، (2) الوعي الذاتي والسلوك الشخصي، و (3) التواصل والتفاعل مع الآخرين. يقترح البرنامج أنه لتحقيق المهارة الشاملة، يجب الدمج بين هذه الكفاءات الثلاث في أربعة أبعاد أساسية: المعرفة، والقيمة، والقدرة، والسلوك. يوضح الشكل 1 نموذج تطوير المهارات الذي يتبناه البرنامج، حيث يوضح كيفية تداخل وتكامل هذه المهارات مع بعضها البعض.

 

مهارات 2030

 مهارات 2030 تشير إلى مجموعة من المهارات التي تهدف إلى تجهيز الأفراد لمواجهة تحديات المستقبل بنجاح في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. هذه المهارات تم تطويرها من خلال مبادرات مثل "بوصلة التعلم 2030" التي أطلقتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) 2019؛ بهدف إعادة تعريف التعليم ليكون أكثر توافقًا مع متطلبات الاقتصاد والمجتمع في المستقبل. تشمل مهارات 2030 عدة جوانب أساسية: التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة: تتطلب القدرة على تحليل المعلومات بشكل نقدي، والتفكير بطريقة منطقية لحل المشكلات التي تزداد تعقيدًا في المستقبل. هذه المهارة تشمل القدرة على التعرف على أنماط جديدة وفهم العلاقات بين الأفكار المختلفة. الإبداع والابتكار: يشير إلى قدرة الأفراد على التفكير خارج الصندوق، وتوليد أفكار جديدة، وتطبيق الحلول الإبداعية على التحديات المختلفة. يعتبر الابتكار عنصرًا أساسيًا لمواكبة التحولات التقنية والاجتماعية المتسارعة. المرونة والتكيف: القدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في بيئة العمل والحياة، بما في ذلك الاستجابة للتغيرات في التكنولوجيا وأساليب العمل والظروف الاجتماعية. التعاون والعمل الجماعي: مع ازدياد الترابط العالمي، تزداد الحاجة إلى العمل بشكل تعاوني مع أفراد من خلفيات وثقافات مختلفة لحل المشكلات بشكل جماعي. التواصل الفعال: القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح وفعالية، سواء بشكل مكتوب أو شفهي، وفهم رسائل الآخرين وتحليلها بشكل فعال. المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية: التفكير في تأثير الأفعال والقرارات على المجتمع والعالم، والمشاركة في تقديم حلول مستدامة للمشكلات الاجتماعية والبيئية. التعلم مدى الحياة: القدرة على اكتساب مهارات جديدة بشكل مستمر طوال الحياة لمواكبة التغيرات في سوق العمل. أهمية مهارات 2030 تكمن أهمية مهارات 2030 في قدرتها على تزويد الأفراد بالقدرة على النجاح في بيئة عمل متغيرة باستمرار والتي تتطلب تفاعلاً مع التقنيات المتقدمة والقدرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية. تطوير هذه المهارات يسهم في تعزيز التنافسية الشخصية والمهنية ويساعد المجتمعات على تحقيق النمو المستدام.

 

ابدأ التسجيل الآن!